الإسلام دين عالمي ، نزل للعالمين كافة
، ولم يفرق بين عربي وأعجمي ، إلا على أساس التقوى والقرب من الله تعالى ، ولم
يجعل لقوم فضلا على غيرهم لشكلهم أو لونهم أو لغتهم ، فليس في الإسلام فضل لأسود
على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
- فهل ترضى أخي الكريم أن تكون من اللذين يغضب عنهم الرسول الكريم؟
- وهل تقبل أن تكون امرؤ فيك جاهلية كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
- وهل يسعدك أن تتشبث بألفاظ وتصرفات قوم قريش قبل الإسلام أي في الجاهلية ؟ (هكذا وجدنا آباءنا يفعلون)
- هل تعلم أنك من الذين يقولون سمعنا وعصينا، وأنت تعلم أن الله ورسوله ينهى عن التمييز العنصري ؟
- هل تسمح لنفسك أن تعطي حسناتك لمن تمارس عليهم العنصرية وذلك بحقدك عليهم والضغينة والغيبة والكره الذي تحمل في قلبك تجاههم؟
لا شك أن الجميع سمع كلام الله سبحانه
حيث يقول: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
وقول الرسول الذي لا ينطق عن الهوى :( أيها الناس : إن الله قد
أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء .. كلكم لآدم وآدم من تراب .. ليس لعربي
فضل على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)
وقال : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى
قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم.
ففي سقطة من سقطات لسان " أبي ذر
الغفاري" ، عير بها بلآل بن رباح الحبشي بأمه السوداء ، حيث ناداه يا
"ابن السوداء" ، فلما غضب الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا من فعلته
غضبا شديدا وقال له إنك امرؤ فيك جاهلية ، وضع أبو ذر رأسه على الأرض وطلب من بلال
أن يدوس عليها بقدمه ، تكفيرا عن خطيئته)
أيها المسلم
لقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس
أجمعين ليبين لهم هدفا من أهداف بعثته، فقال
"إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق"[السلسلة الصحيحة] ، فقد جاء
النبي صلى الله عليه وسلم ليريح المظلومين من شبح العنصرية المبنية على اختلاف
الأديان والأوطان والألوان والألسنة، فيعلن النبي وهو عربي للبشرية جمعاء "إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ،
فلا فضل لعربي على أعجمي ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى" [ غاية المرام] ، ويزيع
لهم خبر السماء "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"[ الحجرات:13] ، ثم يعرفهم الأصل الذي ينتمون
إليه ليلتفوا حوله جميعا "الناس ولد آدم وآدم من تراب"[ السلسلة الصحيحة]، ويزيح
ستار الظلم والبغي"إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد
ولا يبغي أحد على أحد" [السلسلة الصحيحة] .
قال تعالى"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ"(الروم:22)
قال القرطبي-رحمه الله-"وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ
وَأَلْوَانِكُمْ" اللسان في الفم؛ وفيه اختلاف اللغات: من العربية
والعجمية والتركية والرومية. واختلاف الألوان في الصور: من البياض والسواد
والحمرة؛ فلا تكاد ترى أحدا إلا وأنت تفرق بينه وبين الآخر. وليس هذه الأشياء من
فعل النطفة ولا من فعل الأبوين؛ فلا بد من فاعل، فعلم أن الفاعل هو الله تعالى؛
فهذا من أدل دليل على المدبر البارئ
فقد
قال الله تعالى: إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:53}،
فهذا حكم من له الحكم وقضاء من لا معقب لقضائه ولا نقض لأمره، وخلاف هذا من
التمييز العنصري لونا وجنسا ونسبا وبلدا كله باطل جاهلي جاءت شريعة الإسلام بدفنه
وإنهاء مظاهره المسلحة بسلاح الجاهلية، والأدلة من القران والسنة على إذابة الفوارق
العنصرية كثيرة جدا، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (والناس
بنو آدم وآدم من تراب )
وقال
: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر
إلى قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم.
وقال: يا
فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا.
أخرجه مسلم.
وقال
لأهل بيته: لا يأ
تيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأ نسابكم.
أخرجه أحمد.
وقوله: ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ..
وقال: : { أيها الناس .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب
وقوله: ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ..
وقال: : { أيها الناس .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب
والواجب
بيان هذه النصوص وغيرها الموضحة لذلك بالموعظة الحسنة والحكمة البليغة، ومنع هؤلاء
الذين يعاملون الناس بكبر وعنصرية يكون ببيان قول الله ورسوله في ذلك، فلعلهم
يرعوون عن هذه الأمور المخالفة.
وأخيرا.. فالإسلام منهج إنساني لا مكان فيه لتعصب وعصبية ، فإنسانيته فوق
كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية ، قال سيد الخلق صلى الله
عليه وسلم : {
أيها الناس
.. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب } وفي موضع أخر يقول (: ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس
منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. )
أخي المسلم أختي المسلمة هذا كلام الله وكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام، أضعه بين يديك لتتأمل فيه، وتزيل من نفسك كل الفوارق التي تعتقدها تجاه غيرك من الناس فلا تملك ضرا ولا نفعا لمن تمارس عليهم هذا الميز الذي يتبرأ منه الاسلام، بل قد تنفعهم وذلك بإعطائهم من حسناتك، أو تطرح عليك سيئاتهم، ولن تقبل أخي المسلم وأختي المسلمة بذلك الموقف، لذلك تعامل مع جميع الناس بإختلاف لغتهم وألوانهم وأجناسهم معاملة طيبة لا تتخللها فوارق التمييز العنصري، كأن تتعامل مع البعض وتقطع العلاقات مع البعض الآخر بسبب عنصري، وإن أحسست بالعنصرية من غيرك فليكن همك هو الفوز برضى الله ورسوله.
واعلم يا ابن آدم أنه بمجرد قولك لأحدهم (يا ابن السوداء) كما جاء في الحديث النبوي، فإنك تغضب الله ورسوله، وقس على ذلك جميع أشكال التمييز العنصري، كقولك يا أبيض، أو يا أسود، أو يا يهودي وأنت تقصد تمييزه، أو أن تتفاخر عليه بالنسب أو القبلية أو الاصل، أو أن تنظر إلى غيرك نظرة إحتقار، كل هذا من العنصرية وقد نهى عنها الله و رسوله كما جاء في الآيات والاحديث النبوية الشريفة، فكلنا من آدم و آدم من تراب كما قال الرسول الكريم. وقوله ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. ).
أخي المسلم أختي المسلمة هذا كلام الله وكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام، أضعه بين يديك لتتأمل فيه، وتزيل من نفسك كل الفوارق التي تعتقدها تجاه غيرك من الناس فلا تملك ضرا ولا نفعا لمن تمارس عليهم هذا الميز الذي يتبرأ منه الاسلام، بل قد تنفعهم وذلك بإعطائهم من حسناتك، أو تطرح عليك سيئاتهم، ولن تقبل أخي المسلم وأختي المسلمة بذلك الموقف، لذلك تعامل مع جميع الناس بإختلاف لغتهم وألوانهم وأجناسهم معاملة طيبة لا تتخللها فوارق التمييز العنصري، كأن تتعامل مع البعض وتقطع العلاقات مع البعض الآخر بسبب عنصري، وإن أحسست بالعنصرية من غيرك فليكن همك هو الفوز برضى الله ورسوله.
واعلم يا ابن آدم أنه بمجرد قولك لأحدهم (يا ابن السوداء) كما جاء في الحديث النبوي، فإنك تغضب الله ورسوله، وقس على ذلك جميع أشكال التمييز العنصري، كقولك يا أبيض، أو يا أسود، أو يا يهودي وأنت تقصد تمييزه، أو أن تتفاخر عليه بالنسب أو القبلية أو الاصل، أو أن تنظر إلى غيرك نظرة إحتقار، كل هذا من العنصرية وقد نهى عنها الله و رسوله كما جاء في الآيات والاحديث النبوية الشريفة، فكلنا من آدم و آدم من تراب كما قال الرسول الكريم. وقوله ( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. ).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بقلم نورالدين بلجيد